الأحد، ٢٣ مايو ٢٠١٠

اسقني شراب الحب 2

بسم الله الرحمن الرحيم
.
نكمل القصة ..
على بركة الله ..
.
نهض من فراشه غارقا بدموعه ..
فلقد رأى في منامه ما يسوءه ..
.
رآى "مهاوي" تحضنه بحنان ..
وكانت حسنة الشكل .. كعادتها
.
ولكنها كانت تبتعد شيئا فشيئا ..
إلى أن في النهاية تلاشت ..
.
ناداها بصوت مخنوق ..
فلم تجبه ..
.
نادى .. ونادى .. ثم نادى
ردت عليه أخيرا ..
.
"سوسو .. والله العظيم مجبورة
سامحني .. واذكرني بالخير"
.
نهض من فراشه ..
ومسح دموعه ..
.
كان إحساسا لا يوصف ..
أحس بأن الدنيا مغلقة أمامه ..
.
يريد أن يقول شيئا ..
ويعلم أن لا أحد يسمعه ..
.
يشتاق للبوح لأحدهم ..
ولكنه يعجز عن ذلك ..
.
يحاول توصيل رسالة لها ..
يتساءل كيف !! ولا إجابة
.
ذهب لتوأم روحه في بيته ..
وبدأ بسرد الذكريات ..
.
وذاك المسكين يستمع ..
لقد مل ..
لكنه بشعر بالراحة حين يجامله بالاستماع ..
.
قال له :
"لم الحزن يا سوسو؟
هي فتاة .. وغيرها الكثير
ستتزوج إن شاء الله وتنساها"
.
سكت صاحبنا ..
أخرج من جيبه قارورة مشروبه المفضل ..
.
"شراب الحب"
.
شرب منها قليلا ..
وسرح بتفكيره كثيرا ..
.
ثم قال :
"لنذهب إلى المجمع الذي أنوي امتلاكه ..
وهناك نكمل أحاديثنا .. هيا أيها السمين"
.
إنطلقا باتجاه الأفنيوز ..
وجلسا بأحد المقاهي هناك ..
.
فجأة ..
.
ترك سوسو ما كان في يده ..
ثم "تنّح" فترة من الزمن ..
.
تأفف "زازو" .. ثم قال :
.
"وبعدين معاك؟
هالمرة مثل لفة حجابها ولا مثل نظارتها؟"
.
لأن صاحبنا سوسو كلما سرح بهذه الطريقة ..
فإن ذلك يعني أنه رأى شيئا يذكره بمهاوي ..
.
مهما كان هذا الشيء صغيرا أو تافها..
.
لكنه في هذه المرة لم يشاهد من تشابهها ..
وإنما شاهدها هي ..
هي من مرت أمامه بنفسها وشخصها ..
.
ضاق صدره ..
زاد همه ..
تعكر صفوه ..
.
لأنها مع طفل يشبهها ..
وسمعه يناديها "ماما" ..
.
جلست في نفس المقهى ..
دون أن تنتبه لوجوده ..
فالازدحام حال دون ذلك ..
.
ولدها حركي ..
يحب اللهو ويكره الجلوس ..
.
تذكر طفولته ..
وتذكر أنه لم يكن كذلك أبدا ..
.
ركض الطفل بعيدا عن أمه ..
فنادته ..
.
فز قلب سوسو من مكانه ..
لسببين أثلجا صدره ..
.
أولهما ..
أنه سمع صوتها الذي إفتقده منذ سنوات ..
.
وثانيهما ..
أنه كما وعدته .. أسمته بإسمه "سوسو"
.
لم يطق صبرا ..
نهض من مكانه قهرا ..
واتجه لها سيرا ..
.
إتسعت حدقتا عينيه ..
لما رأته متجها صوبها ..
.
-نكمل في الجزء الثالث-
.
سعد المحطب
23-5-2010
.
ثانوية الامام مالك - قسم الاجتماعيات

هناك ١٠ تعليقات:

غير معرف يقول...

إن من الأمور التي تضيق الصدرو تملأ القلب حزنا و هما (( نكمل في الحلقة القادمة) أو نكمل في (( المقالة القادمة)) الله يساامحك بس(:

ناصر السلطان

حياتي هدف مو عبث يقول...

ليش تختمها باسم المدرسة والقسم ؟

غير معرف يقول...

تشكر يا أستاذ سعد.......ننتظر الجزء الثالث


أخوك/ابراهيم الشهاب

كوكتيل يقول...

أنا بعد ما احب أنتظر تشوقت أعرف شنو صار ولكن ماباليد حيلة :(

جدا جميله ومشوقة ماشاء الله وننتظر البقية :)

غير معرف يقول...

( اللهم إني أعوذ بك من الهم و الحزن و العجز و الكسل )أنا يالي إحباط:(
ميخالف تعطينا مسحة من التفاؤل و الإخلاص :) يعني مثلا ريلها يموت ويتزوجها سوسو :):):)
وبانتظار التكملة
إختك
نوره الضيف

الغدوف يقول...

لغتك القصصية ممتعة وسلسة
نترقب بشوق أحداث الجزء الثالث

غير معرف يقول...

يمكن ..
أكون أول من قرأ البوست في دقائقه الأولى..لكني آثرت التريث لما بعد الزملاء خشية الصدارة بعد جودة ما قرأت..

الفكرة مميزة
واللفتات في القصة أيضا مميزة

أشعر أن القصة رائعة ببعض الحبكات الجمالية وبعض الأساليب الجميلة والاستعارات..

جمال القصة أنها ترتفع بقارئك عن مستوى الأرض لتخلق له أرض أنت من رسم حدوده ومعالمه

فكركم متقد وأطروحاته أوج من الفن كالعادة..لاكن أنصح بقراءة القصص والروايات الأدبية اللذيذة لغويا ليمتلي ثغر صغيير جدا في أسلوبكم القصصي .. بقدر نملة

عادتي أن لا أعلق على القصة حتى استوضح الفكرة وأتبين بعدها..ومع أني ما زلت أضع الاحتمالات للقصة.. إلا أني علقت

وهنا تكمن لذتي في القصص المسلسلة أني أدرج المعطيات في قانون الاحتمال وتأتي أحداث القصة باحتمالاتي فأكون انتصرت على كاتبي حينها وإن جاء بخلافها فقد انتصر هو علي..
وأقول كما أقول دائما للزملاء المدونون في القصص المسلسلة: أذهلني لو سمحت.

جميل المزج بين الواقع والخيال ولو أني ألاحظ أمرا..عندما تقرأ للكبار نجده ينتقل أو ينقلنا من الواقع للخيال وبالعكس بسلاسة فيكون الموقف واقعيا متى ما أرادوا وخياليا متى ما أرادوا باستخدامهم لكم من الأساليب الإنشائية ويقنعك بها فلا تميز هل ما تقرأه خيالا بإسقاط واقعي أم واقعي بحت

لمست هذا في شراب الحب .. إلا أنه انتقصت منها النقطة سالفة الذكر

كل التوفيق

she is me

سالم أبو سلمى يقول...

كمّل ............................
6 أيام من الانتظار ، ناطرين الجزء الثالث واللي مبدئياً بيكون صدمات !

شعلة أمل يقول...

وعليي ما تخيلت انه يحبها لهالدرجه
:( لكن كل شي نصيب وكل شي يسير بحكمه ما يعلمها الا ربي
شوقتنا للتكمله

سعد المحطب يقول...

شكرا جزيلا لكم جميعا ..

تم وضع الجزء الثالث والاخير
وهناك راح ارد على اي استفسار او تعليق

بعد الاهمال الجزئي للردود في اول جزئين

حياكم الله : )

على خطى المدينة الفاضلة