بسم الله الرحمن الرحيم
.
نبدأ مع الجزء الأخير ..
على بركة الله ..
.
رأته متجها صوبها ..
ففزعت ..
وخافت أن يتهور ويفضحها ..
.
ولكنها -غفر الله لها- نسيت أمرا ..
نسيت كلمة قالتها له قبل سنوات ..
.
"سوسو إذا تحبني وبتبعدني عن المشاكل ..
خلك بعيد عني"
.
وأيضا نسيت أنه رغم شوقه لها ..
ورغم مشقة الابتعاد عنها ونسيانها ..
.
إلا أنه بقي بعيدا ..
لتنعم بحياة سعيدة مع زوجها "الحقير" ..
.
هو يعتبره حقيرا ..
ولا يعرفه أصلا ..
.
ولكن لمجرد أنه خطف منه أجمل حب ..
وحرمه من أغلى أمنية تمناها ..
.
فلقد إستحق لقب "الحقير" ..
.
جلس سوسو بالكرسي المقابل لمهاوي ..
.
إمتزجت في نظرتها أشياء كثيرة ..
خليط من المشاعر ظهر في عينيها ..
.
شوق وألم ..
حنان وحسرة ..
.
جلس لثوان قليلة ..
ثم قام وعاد إلى مكانه ..
.
رآه زازو ..
وقد إحمر وجهه ..
.
لم يستطع الكلام ..
فعبرته تخنقه وتمنعه ..
.
إلتزم زازو الصمت ..
وكأنه ينتظر أن يتكلم سوسو ..
.
لكنه إنسحب فجأة ..
وترك المجال لمهاوي ..
.
فلقد رآها قادمة لتحادث سوسو ..
وبيدها منديل تمسح به دموعها ..
.
جلست أمامه ..
وأمسكت بيده ..
كما كانت تفعل سابقا ..
.
قاومت دموعها ..
واستجمعت قواها ..
.
وقالت :
"شلونك حبيبي؟"
.
عبرته التي كانت تخنقه ..
تكاد الآن أن تقتله ..
.
تمالك نفسه كي لا يبكي ..
أراد إحتضانها فلم يجرؤ ..
.
وضعت يدها في حقيبتها ..
أخرجت منها ساعة DKNY ..
.
رآها ..
فتبسم ضاحكا ..
.
قالت له :
.
"شوف يا سخيف ..
محافظة عليها من ذاك الوقت ..
من شهر 6 سنة 2008"
.
أخرج نظارة EMPORIO ARMANY ..
ووضعها أمامها ..
.
قال لها :
.
"شوفي النظارة يا سخيفة ..
محافظ عليها من ذاك الوقت ..
من شهر 5 سنة 2008"
.
ضحكا معا ..
وهما ممسكين بأيدي بعضهما البعض ..
.
تماما ..
كما كانا قبل الفراق عام 2009 ..
.
وهما الآن في عام 2014 ..
.
أخبرته بأنها تطلقت من زوجها ..
وكان طلاقهما عن تراض بينهما ..
.
فلا هو يؤذيها ..
ولا هي تضره ..
.
والابن من حق كليهما ..
يعيش معها .. ويراه ابوه متى شاء
.
فهم سوسو مقصد مهاوي ..
وأنها تلمح له أن يتقدم لخطبتها ..
.
لكنه لا يرى في نفسه الشخص المناسب لها ..
.
لأنها جميلة .. وهو "جيكر"
لأنها طيبة .. وهو "مزاجي"
لأنها حنونة .. وهو "قاس"
.
ما كتب بين الأقواس ..
هي صفات يتمتع بها سوسو ..
.
حسب رأي صديقه زازو ..
أعلم الناس به ..
.
لهذا ..
.
كتم الصبابة في قلبه ..
وأسكت صرخات الاشتياق بداخله ..
.
وقام بطلب زجاجة أخرى ..
من شراب الحب ..
.
تركها في يد مهاوي ..
وولى مدبرا عنها .. إلى الأبد
.
في إشارة منه على نبذه الحب ..
وكل شيء يرتبط بهذا المرض ..
.
المرض الذي قيل عنه ..
أن صاحبه لا يتمنى الشفاء منه ..
.
.. إنتهى ..
.
سعد المحطب
31-5-2010
.
ثانوية الامام مالك - قسم الاجتماعيات