الاثنين، ٣١ مايو ٢٠١٠

اسقني شراب الحب 3 / الاخيرة

بسم الله الرحمن الرحيم
.
نبدأ مع الجزء الأخير ..
على بركة الله ..
.
رأته متجها صوبها ..
ففزعت ..
وخافت أن يتهور ويفضحها ..
.
ولكنها -غفر الله لها- نسيت أمرا ..
نسيت كلمة قالتها له قبل سنوات ..
.
"سوسو إذا تحبني وبتبعدني عن المشاكل ..
خلك بعيد عني"
.
وأيضا نسيت أنه رغم شوقه لها ..
ورغم مشقة الابتعاد عنها ونسيانها ..
.
إلا أنه بقي بعيدا ..
لتنعم بحياة سعيدة مع زوجها "الحقير" ..
.
هو يعتبره حقيرا ..
ولا يعرفه أصلا ..
.
ولكن لمجرد أنه خطف منه أجمل حب ..
وحرمه من أغلى أمنية تمناها ..
.
فلقد إستحق لقب "الحقير" ..
.
جلس سوسو بالكرسي المقابل لمهاوي ..
.
إمتزجت في نظرتها أشياء كثيرة ..
خليط من المشاعر ظهر في عينيها ..
.
شوق وألم ..
حنان وحسرة ..
.
جلس لثوان قليلة ..
ثم قام وعاد إلى مكانه ..
.
رآه زازو ..
وقد إحمر وجهه ..
.
لم يستطع الكلام ..
فعبرته تخنقه وتمنعه ..
.
إلتزم زازو الصمت ..
وكأنه ينتظر أن يتكلم سوسو ..
.
لكنه إنسحب فجأة ..
وترك المجال لمهاوي ..
.
فلقد رآها قادمة لتحادث سوسو ..
وبيدها منديل تمسح به دموعها ..
.
جلست أمامه ..
وأمسكت بيده ..
كما كانت تفعل سابقا ..
.
قاومت دموعها ..
واستجمعت قواها ..
.
وقالت :
"شلونك حبيبي؟"
.
عبرته التي كانت تخنقه ..
تكاد الآن أن تقتله ..
.
تمالك نفسه كي لا يبكي ..
أراد إحتضانها فلم يجرؤ ..
.
وضعت يدها في حقيبتها ..
أخرجت منها ساعة DKNY ..
.
رآها ..
فتبسم ضاحكا ..
.
قالت له :
.
"شوف يا سخيف ..
محافظة عليها من ذاك الوقت ..
من شهر 6 سنة 2008"
.
أخرج نظارة EMPORIO ARMANY ..
ووضعها أمامها ..
.
قال لها :
.
"شوفي النظارة يا سخيفة ..
محافظ عليها من ذاك الوقت ..
من شهر 5 سنة 2008"
.
ضحكا معا ..
وهما ممسكين بأيدي بعضهما البعض ..
.
تماما ..
كما كانا قبل الفراق عام 2009 ..
.
وهما الآن في عام 2014 ..
.
أخبرته بأنها تطلقت من زوجها ..
وكان طلاقهما عن تراض بينهما ..
.
فلا هو يؤذيها ..
ولا هي تضره ..
.
والابن من حق كليهما ..
يعيش معها .. ويراه ابوه متى شاء
.
فهم سوسو مقصد مهاوي ..
وأنها تلمح له أن يتقدم لخطبتها ..
.
لكنه لا يرى في نفسه الشخص المناسب لها ..
.
لأنها جميلة .. وهو "جيكر"
لأنها طيبة .. وهو "مزاجي"
لأنها حنونة .. وهو "قاس"
.
ما كتب بين الأقواس ..
هي صفات يتمتع بها سوسو ..
.
حسب رأي صديقه زازو ..
أعلم الناس به ..
.
لهذا ..
.
كتم الصبابة في قلبه ..
وأسكت صرخات الاشتياق بداخله ..
.
وقام بطلب زجاجة أخرى ..
من شراب الحب ..
.
تركها في يد مهاوي ..
وولى مدبرا عنها .. إلى الأبد
.
في إشارة منه على نبذه الحب ..
وكل شيء يرتبط بهذا المرض ..
.
المرض الذي قيل عنه ..
أن صاحبه لا يتمنى الشفاء منه ..
.
.. إنتهى ..
.
سعد المحطب
31-5-2010
.
ثانوية الامام مالك - قسم الاجتماعيات
اقرأ المزيد

الأحد، ٢٣ مايو ٢٠١٠

اسقني شراب الحب 2

بسم الله الرحمن الرحيم
.
نكمل القصة ..
على بركة الله ..
.
نهض من فراشه غارقا بدموعه ..
فلقد رأى في منامه ما يسوءه ..
.
رآى "مهاوي" تحضنه بحنان ..
وكانت حسنة الشكل .. كعادتها
.
ولكنها كانت تبتعد شيئا فشيئا ..
إلى أن في النهاية تلاشت ..
.
ناداها بصوت مخنوق ..
فلم تجبه ..
.
نادى .. ونادى .. ثم نادى
ردت عليه أخيرا ..
.
"سوسو .. والله العظيم مجبورة
سامحني .. واذكرني بالخير"
.
نهض من فراشه ..
ومسح دموعه ..
.
كان إحساسا لا يوصف ..
أحس بأن الدنيا مغلقة أمامه ..
.
يريد أن يقول شيئا ..
ويعلم أن لا أحد يسمعه ..
.
يشتاق للبوح لأحدهم ..
ولكنه يعجز عن ذلك ..
.
يحاول توصيل رسالة لها ..
يتساءل كيف !! ولا إجابة
.
ذهب لتوأم روحه في بيته ..
وبدأ بسرد الذكريات ..
.
وذاك المسكين يستمع ..
لقد مل ..
لكنه بشعر بالراحة حين يجامله بالاستماع ..
.
قال له :
"لم الحزن يا سوسو؟
هي فتاة .. وغيرها الكثير
ستتزوج إن شاء الله وتنساها"
.
سكت صاحبنا ..
أخرج من جيبه قارورة مشروبه المفضل ..
.
"شراب الحب"
.
شرب منها قليلا ..
وسرح بتفكيره كثيرا ..
.
ثم قال :
"لنذهب إلى المجمع الذي أنوي امتلاكه ..
وهناك نكمل أحاديثنا .. هيا أيها السمين"
.
إنطلقا باتجاه الأفنيوز ..
وجلسا بأحد المقاهي هناك ..
.
فجأة ..
.
ترك سوسو ما كان في يده ..
ثم "تنّح" فترة من الزمن ..
.
تأفف "زازو" .. ثم قال :
.
"وبعدين معاك؟
هالمرة مثل لفة حجابها ولا مثل نظارتها؟"
.
لأن صاحبنا سوسو كلما سرح بهذه الطريقة ..
فإن ذلك يعني أنه رأى شيئا يذكره بمهاوي ..
.
مهما كان هذا الشيء صغيرا أو تافها..
.
لكنه في هذه المرة لم يشاهد من تشابهها ..
وإنما شاهدها هي ..
هي من مرت أمامه بنفسها وشخصها ..
.
ضاق صدره ..
زاد همه ..
تعكر صفوه ..
.
لأنها مع طفل يشبهها ..
وسمعه يناديها "ماما" ..
.
جلست في نفس المقهى ..
دون أن تنتبه لوجوده ..
فالازدحام حال دون ذلك ..
.
ولدها حركي ..
يحب اللهو ويكره الجلوس ..
.
تذكر طفولته ..
وتذكر أنه لم يكن كذلك أبدا ..
.
ركض الطفل بعيدا عن أمه ..
فنادته ..
.
فز قلب سوسو من مكانه ..
لسببين أثلجا صدره ..
.
أولهما ..
أنه سمع صوتها الذي إفتقده منذ سنوات ..
.
وثانيهما ..
أنه كما وعدته .. أسمته بإسمه "سوسو"
.
لم يطق صبرا ..
نهض من مكانه قهرا ..
واتجه لها سيرا ..
.
إتسعت حدقتا عينيه ..
لما رأته متجها صوبها ..
.
-نكمل في الجزء الثالث-
.
سعد المحطب
23-5-2010
.
ثانوية الامام مالك - قسم الاجتماعيات
اقرأ المزيد

الأربعاء، ١٢ مايو ٢٠١٠

إسقني شراب الحب

بسم الله الرحمن الرحيم
.
دخل إلى الحانة كئيبا ..
كأن هموم الدنيا قد حملها فوق رأسه قبل الدخول ..
.
ما إن جلس حتى قام بطلب قدح من شراب الحب ..
.
حل المكان صمت رهيب ..
إن هذا المشروب لا يشربه إلا كئيب ..
.
أتى أحد رواد هذه الحانة لصاحبنا المكتئب ..
واستفسر منه عن سبب حزنه ..
.
شكى له ..
وأخبره بأن قلبه مصاب بالقحط العاطفي ..
.
فلا أب يستفسر عن حاله إلا فيما ندر ..
ولا أم تتيح المجال للتعبير عن هذا القحط ..
.
وأخبره بأنه حاول علاج نفسه مستعينا ببنات الشوارع ..
حاول إيجاد من تعوضه وتغنيه عن غيرها ..
.
ولكنهن بنات شوارع في النهاية ..
مللن منه ورمينه ..
وارتمين في أحضان غيره ..
.
هجر ما كان عاكفا عليه ..
وحاول إيجاد بنات "الحمايل" ..
.
ووجدهن فعلا ..
.
صعق عندما علم أن أولاهن طلبت الزواج ..
وطلبت منه أن يأتيها من الباب بدل النافذة ..
.
قال في نفسه :
"انا في الثامنة عشر ..
ويستحيل علي الزواج الآن"
.
هجرته كغيرها ..
بعد أن دعت له بالخير وتمنت له التوفيق ..
.
أخيرا ..
وجد من كان يبحث عنها ..
.
عاش قصة حب فاقت قيسا وليلى ..
وفاقت عنترا وعبلة ..
.
شاء الله أن تجبر الفتاة على من لا تحب ..
بعد وفاة والدها الذي كانت "دلوعته" ..
.
بدأ صاحبنا يهيم على وجهه ..
ليعوض الفراغ الكبير الذي تركته ..
.
سادت لحظة صمت ..
لان النادل أحضر الشراب لصاحبنا ..
.
تناول جرعة منه .. وتنهد
"آآآخ يا قلبي" ..
.
فتيات كثيرات مررن في حياته ..
.
إبتداء بسيدة الأخلاق ..
مرورا بالمتزنة ..
وانتهاء باللعوب ..
.
لم تدم علاقته بأفضلهن أكثر من بضعة أيام ..
لأنه يقارنهن "بالحبيب الأول" ..
فترجح كفتها دائما ..
.
عبارتاه المشهورتان ..
"آآآخ يا قلبي" و "الحل بالزواج" ..
.
ليت الناس علموا بمقصده ..
ليتهم قدروا حاجته للحنان ..
.
هو الآن يصارع نفسه ..
ليقنعها بأن فتاته رحلت .. إلى الأبد
.
لا يمكن لها أن تعود ..
إلا لو كانا في إحدى أفلام بوليود ..
.
ولو عادت ..
هي متزوجة منذ سنة ونصف ..
وهي في الأساس تكبره بعامين ..
.
أكمل بطلنا قدح شراب الحب ..
ثم انطلق إلى فراشه ليعانق الوسادة ككل ليلة ..
.
وها هو يعد الليالي ..
حتى يجتمع بمن تملأ عينه وتغنيه عمن سواها ..
.
ولا يزال الانتظار جاريا : )
.
"محاولة قصصية أولى"
.
الأستاذ سعد المحطب
12-5-2010
.
ثانوية الامام مالك - قسم الاجتماعيات
اقرأ المزيد

على خطى المدينة الفاضلة